إن وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة
إن
وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة ، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم
المقيم أو العذاب الأليم ، وهو يمر مر السّحاب ، لم يزل الليل والنهار
سريعيْن في نقص الأعمار وتقريب الآجال ، صَحِبَا قبلنا نوحاً وعاداً وثمودَ
وقروناً بين ذلك كثيرا ؛ فأصبح الجميع قد قدِموا على ربهم ووردوا على
أعمالهم وتصرَّمت أعمارهم وبقي الليل والنهار غضَّيْن جديدَيْن في أُمَمٍ
بعدهم { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ
أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا } [الفرقان:62] .
ينبغي للمسلم أن يتخذ من مرور الليالي والأيام عبرةً وعظة ؛ فإن الليل
والنهار يُبلِيان كل جديد , ويُقَرِّبان كل بعيد , ويطويان الأعمار ,
ويُشيِّبان الصغار , ويفنيان الكبار , وهذا كله مشعِرٌ بتولي الدنيا وإقبال
الآخرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق