الجمعة، 30 سبتمبر 2011

يا ليتني اعرف كل ما لا اعرفه


  • يا ليتني اعرف كل ما لا اعرفه، يا ليتني أدرك كل ما لا أدركه، يا ليتني اكتب كل ما لم اكتبه من قبل، وأقول ما لم اقله من قبل، أو ما عجزت عن قوله ... لعلّي أحرر نفسي من قيود طالما خنقتني، لعلّي أحرر الإنسان من قيوده، هذا الإنسان الذي سجن نفسه بنفسه فهو السجين والسجان وهو المقيّد والمقيّد، نعم قد حار في عالمه وكونه، وسار وراء السراب، وظنّ الهذيان واقعاً، حتى أحاط نفسه بقيود ما استطاع أن يتحرر منها .
    مسكينٌ هذا الإنسان الذي علم الحق وعلم طريق السعادة، ولكن لم يستطع أن يخطو خطوة في هذا الدرب، وعاش دنيا وحياة تتلو حياة، ومات وعاش، وعاش ومات، حتى وصل إلى طريق مسدود . فأين المفر ؟ وأين الدرب ؟ وأين الهدف ؟ ... ضاع الهدف وضاعت السعادة بعد الهدف، وهلكت الصحة وبقيّ الجسد منهك بلا روح . فكيف نسترد الروح ؟ وأين هي الروح ؟ وهل يعرف الإنسان ما هي الروح ؟ ... مسكينٌ هذا الإنسان علم علوم الدنيا وفنونها : طار في الفضاء، وصعد الكواكب، وبنى مساكن فوق مساكن، واخترع كل شيء وذلّل الصعوبات ... لكي يحيا بسعادة، وكلما اقترب من السعادة مترا ابتعدت عنه أمتارا، أنّى له أن يلحقها ؟ ففي الفيزياء ذلك مستحيلاً، فالسعادة أسرع من الإنسان! بقي لنا أن ندعو الله - بان تصطدم السعادة بجسم ما وتعود إلينا - والسؤال هل يعود ما قد ذهب ؟ لست ادري! ولكني اعلم أن الله على كل شيء قدير .
    لا شك بان الدنيا لن تبقى دنيا، وهذا العالم لن يبقى أبدا ، بل كل الدلائل تشير أن هناك حدث قد يحدث في كل حين ، متى يحين الحين؟ لست ادري ! ولكن لا بد بان يكون هنالك حين . ألا تشعر بأن الدنيا تسير في اتجاه معين ؟ وان هناك قوة كبيرة وعظيمة تسيّرها حسب خطة ونهج مدروس، وتتسارع الأحداث، وتتقلب الأجواء، ويصبح العدو صديقا، والغريب قريبا، والحبيب مكروها، وكلٌ في قولبه يدور، للوصول لهدف لا يعلمه إنس قط . هذا إحساس وفي الأحاسيس ... لا جدال !
    في كل اشراقة شمس يتجدد العهد، وتختلف الأهواء، سبحانك ربي لا يعلم الغيب سواك فنسألك اللطف والعافية .
    علمت تفاهة الدنيا بعد عمر من الزمن، بعد أن جهلت الدنيا عمراً من الزمن، عظيم أنت يا إلهي، كبير قوي متين ، سبحانك كلما نبض القلب، وتحرك الجفن، رحمتك وسعت كل شيء وإلا ما بقيّ الناس في ضلالهم حتى اليوم .
    · · · أمس في الساعة 01:03 صباحاً‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق